رد: تلخيص شرح "ألفية السيوطي"للشيخ عبد المحسن العباد{متجدد}
من تقبل روايته ومن ترد
*التعديل والجرح إذا تعارضا وكان الجرح مفسَّرا فإنه يُقدم على التعديل, ولو كان المعدلين أكثر من الجارحين ,لأن مع الجارح علم خفيَ على المعدل.
*إذا فصّل المعدّل بأن قال: أن الذي قاله الجارح صحيح ولكنه تاب منه وحسنت توبته,فهو شيء حصل منه في الماضي وتاب منه وحسن حاله,فهو وافق الجارح ولكنه أتى بشيء ينسخ هذا الذنب وهو التوبة!أو نفاه وبيّن وجه نفيه أنه لم يثبت فيقدم على قول المعدل
*رواية الراوي عن شخصٍ آخر لا تعتبر تعديلا فالإنسان قد يروي عن الثقة وعن غير الثقة,المقصود رواية من جاء سواءً صحّ أو لم يصح,فالرواية عن الشخص لا تعتبر تعديلا له,
*وإذا قال: أخبرني ثقة,أو من لا أتهم, أو كل شخص أروي عنه فهو ثقة,ثم روى عن مبهم فهذا لا يُؤخذ منه فقد يكون عدلا عنده ومجروح عند آخر,فلا يعوّل عليه ولا يعدل لذلك
*وقيل: إنه يكفي من عالم إذا قال حدثني من لا أتهم أو ثقة,فإنه من قلده في المذهب ممكن يقلده في هذا,فاعتبروا تقليد العالم هنا كتقليده بالمسائل والأحكام,ومنهم من قال لا يقلد حتى يبين هذا الشخص الذي وثقه دون تسميته!
*إذا أفتى مفتٍ أو عمل بمقتضى حديث فإن ذلك لا يُعتبر تصحيحا له فإن فتواه وعمله بمقتضاه لا يعتبر تصحيحا له ولا توثيقا لرواته لأنه قد يكون العمدة عنده غير هذا الحديث..
*وكذلك عدم عمله بحديث أو فتواه بحديث لا يقتضي تضعيفه ولا تضعيف رجاله ولا توهينًا لهم,فهذا معلوم من الأئمة قد يرون رواة ثم يأتي لهم قول بخلافه! فلا يقتضي هذا تضعيف الحديث الذي رواه هو,فقد يكون تأوله على خلافه
*إذا اختلف العلماء في حديث منهم من احتج به ومنهم من لم يحتج به لا يقتضي تصحيح رجاله,فمن يتأوله قد يكون بناء على فرض الصحة لا أنه على صحيح في نفسه
*المجنون: لا يعوّل على روايته لكن إذا كان هذا الجنون ليس مطبقا ولكن إنما يتخلل صحوا وإفاقة وفي حال الإفاقة لا يؤثر هذا الجنون عليه فيكون صحيحا سليما وليس عنده خبل فهو في حال إفاقته يقبل ما يؤخذ منه ,أما إذا كان في حال إفاقته يظهر منه عدم استقامة فإنه لا يقبل منه..
*مجهول العين:الذي روى عنه شخصٌ واحد ولم يعرف بجرح .ذلك أنه إذا عُرف بجرح ما صار مجهول العين بل صار معروفا بغير العدالة أو الشيء الذي جرح به ,فإذا ذكر صار غير مجهولا بل مجروح مقدوح فيه
*وفي حكم روايته خمسة أقول ,1-عدم قبول روايته مطلقا فروايته متروكه2-يقابله مطلقا عكسه3-يقبل إذا كان الراوي عنه عرف عن الرواية عن العدول ,فيقبل بحالٍ ويرد في حال إذ كان يروي عن غير ثقات
*4-إذا كان الذي روى عنه ثقة حبر, يعني إمام من الأئمة غير الذي روى عنه أو الذي روى عنه إذا كان متئهلا وممن يعتمد قوله فيقبل بهذه الحالة (رآه ابن حجر في النخبة)
*5-أنه إذا كان الشخص الذي جهلت عينه ولم يروي عنه إلا شخص واحد, لم يعرف بشيء من الأمور غير العلم -كان يكون معروفا بالنجدة والقوة والشدة,أو البر والزهد-تقبل روايته ,أما إذا لم يعرف بشيء غير العلم ترد روايته
*مجهول الحال: الذي روى عنه اثنان فأكثر ولم يعرف بتعديل ولا تجريح,لأنه إذا عدل أخذ بالتعديل أو التجريح فجهلت عدالته ظاهرا وباطنا وهذا بالأصح لا يقبل
*والمستور: الذي خفيت حاله بالباطن ولكن ظاهره العدالة وما حصل له التوثيق,فالأول الظاهر والباطن ما هو معروف لكن هنا ظاهره العدالة,ومن العلماء من قبل روايته وهو الذي أشار إليه السيوطي وابن حجر اختار التوقف في هذا فلا يوجد ما يقوي أو يرد جانب القبول حتى يجيء ما يقوي روايته
*ومن ارتفعت عنه جهالة العين وجهالة الحال بأن روى عنه جماعة ووثِّق ولكن لم يعرف نسبه واسمه,فيرجح جانب قبول روايته لأنه المهم معرفة الشخص أما كون اسمه أو نسبه غير معروف فلا يضر
*إذا قال الراوي حدثني فلان أو غيره فلا تقبل روايته لأنه مبهم أما إن قال حدثني فلان وغيره والفلان ثقة فتقبل روايته فلا تؤثر رواية الغير جهالته,فإن كان ثقة فقوة إلى قوة وإن كان ضعيفا فلا يضر
*رواية المبتدع:البدعة تنقسم إلى قسمين 1-بدعة مكفرة يصل صاحبها للكفر2-بدعة مفسقة لا تصل لحد الكفر ولكنه يكون فاسقا خارجا عن الطاعة ,هذا التقسيم المعروف عند العلماء
*ورواية من بدعته مكفرة :لها ثلاثة أقوال1-لا تقبل مطلقا بدون تفصيل2-تقبل مطلقا 3-يفصل بين أن يكون يستحل الكذب فلا تقبل روايته وإن كان لا يستحله ويرى حرمته فتقبل روايته ويعول على صاحبها
* رواية المبتدع الفاسق:يرد منها أو من أهلها من كان رافضيا ويغالي بالتشيّع, أو إن كان داعٍ إلى بدعته وله جهود في حث الناس لاعتناقها فهذا يقال له داعية إلى البدعة وكذلك إن روى ما يقوي بدعته فترد مطلقا
*وما عدا ذلك فروايتهم ارتضاها العلماء دام أنها لم تصل إلى حد الكفر,وهي مفسقة وترد في أحوال الثلاث المذكورة وما عدا ذلك فتقبل رواية أهل الأهواء
*من كان فسقا وتاب من فسقه تقبل روايته إن أصلح وأحسن,أما من عُرف بالكذب على الرسول ثم تاب من هذا الجرم العظيم,فهذا فيه خلاف للعلماء منهم من قال لا تقبل روايته ولو تاب دام جُرّب عليه الكذب وهذا أمر خطير فهذا شرع يعمل به
*وقيل:يقبل إذا تاب الكاذب على الرسول ولا مانع لها وهذا الذي ارتضاه النووي ,بخلاف قول المتقدمين الذين ردوها مطلقا,كالإمام احمد والصيرفي ,واختار السيوطي قول الأولين لما فيه زجر بليغ وردع لمن تسول له نفسه أن يقع في هذا الشيء
*ومن المسائل:إذا حَدّث الشيخ بشيء ورُيَ عنه ثم أنكره,قيل فيه تفصيل إن أنكر جازما كأن يقول "ما حدَّثت بهذا الحديث"او "كذب علي"فقالوا لا تقبل روايته , فيحصل التساقط فترد, وهذا لا يقدح في عدالة التلميذ
*إذا قال ما أتذكر أو نسيت!فهنا تقبل الرواية,فقد يكون نسي !فإن الإنسان قد يطرأ عليه النسيان,ومنهم من قال عن القسم الأول تقبل روايته ويحمل على النسيان ولو أنكر, ولكن الأصح ما ذُكر سابقا
*اختلف العلماء في أخذ الراوي أجرة على التحديث,:1-إن هذا يقدح في روايته لأنه قربة لله تعالى-2- جائز مطلقا3-إذا كان فقيرا وكان اشتغاله بالتحديث يعوقه عن كسب الرزق فلا بأس به
*وكانوا يعيبون في ترجمة الحارث بن أبي أسمه صاحب المسند الإمام المشهور كونه يأخذ الأجرة على التحديث وقالوا يعتذر عنه لأنه كان فقيرا كثير البنات ولم يُذكر في عيب إلا هذا الشيء
*مسالة:من يتساهل عند السماع والأداء,-السماع:تحُمّل من الشيوخ-والأداء: تحديث التلاميذ,كأن يكون ينام ويغفل ويسهو ,فإنه لا يكون ضابطا وكذلك إذا كان يُقرأ عليه ويغفو وينام فلا يسمع حتى يُبيّن لهم
*كذلك لا يحفظ على أصله أي:الذي يُدوّن فيه الحديث ويتساهل فمثل هذا لا يعول
عليه,لأنه قد يكون فيه خلل إما منه هو أو امتداد الأيادي إليه وإضافة أو تحريف شيء منه
* وقابل التلقين إذا كان يرجع للأصل ويتحقق منه فهذا لا إشكال فيه إنما الإشكال في حال من يتردد ولا يرجع للأصل فيبني على يُلقن إذا أخطأ ويبني عليه ويأخذه ويجعله ضمن ما يحدّث به
*كذلك من كثر شذوذه ومخالفته الثقات: فهذا أيضا حديثه لا يعول عليه ومثل ذلك من يحصل منه الخطأ ثم يبَين له عالم تصحيحا ثم يعاند ويصر على قوله ورأيه فهذا رد روايته العلماء وقدحوه لذلك
مراتب التعديل والتوثيق
*التعديل والتجريح هي صيغ التي يوصف بها الرجال تدل على منازلهم في الضبط والإتقان وما يقتضي تجريحهم ورد حديثهم
*مراتب التعديل ستة:وهي مُرتّبة ابتداء بالأعلى وانتهاء إلى الأدنى1-ما أُشعر بالمبالغة,وما فيه الوصف "بأفعل "التفضيل!كأوسط الناس وأثبت الناس,وأحفظهم, وما في ذلك من العبارات التي فيها أفعل التفضيل ,فهذه أرفع الصيغ وأفضلها
* 2-ما كرر فيه الوصف الذي يكفي بدون تكرار,مثل ثقة,فهي كافة للعدالة والجلالة ولكن إذا كرر اللفظ فهذا يدل على أنه أعلى ممن لا يكرر سواء كان ذلك التكرار بلفظه أو معناه اللفظي كأن يقول ثقة ثقة!أو أكثر, أو كان بالمعنى كان يقال ثقة حجة حافظ فإذا جمعت في شخص فهذا يدل على علو مكانته
*3-ما كان بدون تكرار ,أي هذه الألفاظ التي يعتمد على صحتها كان يقول ثقة أو حجة أو متقن ثم يسكت
* 4- ما قيل فيه صدوق أو لا بأس به أو مأمون فهذه تدل على تعديل من وصف لكنه أقل من المراتب السابقة التي ذكرناها
*5-بأن يقال محله الصدق ,أو جيد الحديث, أو حسن الحديث, أو مقاربه, أو وصف بـ صدوق سيء الحفظ أو صدوق يهِم أو رُمي ببدعة كأن يكون فيه فسوق أو إرجاء
6-ما يكون فيه المشيئة كأن يقول ثقة إن شاء الله ,حجة إن شاء الله, وما في ذلك من الألفاظ المصحوبة بالمشيئة أو مصحوبة بـ أرجو مثلا:أرجو أنه لا بأس به أرجو أنه صدوق أو ما قيل فيه مقبول وهذه أدنى مراتب التعديل يتبع..
|